اليوم الوطني للمهاجر — جماعة أيت سدرات الجبل العليا تحتضن لقاءً تواصليًا لتعزيز روابط الجالية (10 غشت 2025)

لقاء تواصلي بجماعة أيت سدرات الجبل العليا بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر


 اليوم الوطني للمهاجر — جماعة أيت سدرات الجبل العليا تحتضن لقاءً تواصليًا لتعزيز روابط الجالية (10 غشت 2025)

في صباح الأحد 10 غشت 2025، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر جماعة أيت سدرات الجبل العليا لقاءً تواصليًا مهمًا بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر، جمَعَ المنتخبين، ممثلي السلطة المحلية وأفرادًا من الجالية المغربية المقيمة بالخارج لمناقشة سبل تعزيز الروابط بين الوطن والجالية وإبراز دورها كرافد تنموي حقيقي. ترأس اللقاء السيد لحسن الوردي رئيس المجلس الجماعي، بحضور السيد خليفة قائد قيادة أيت سدرات الجبل وعدد من الممثلين المحليين وموظفي الجماعة، وانعكس الحضور على أجواء إيجابية تعبّرت عن إرادة مشتركة لتقوية قنوات التواصل والشراكة

سياق الحدث وأهميته

يُخلد المغرب في 10 غشت من كل سنة اليوم الوطني للمهاجر، مناسبة وطنية لِتقديم التكريم والاعتراف بدور الجالية المغربية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للوطن. وفي هذا الإطار، تأتي مبادرة جماعة أيت سدرات الجبل العليا لتنشيط حوار مفتوح ومباشر مع أبناء المقاطعة المقيمين بالخارج، وهو نهج يعكس الاهتمام المحلي بصوت المغتربين وإشراكهم في محطات التخطيط والتنمية المحلية. مثل هذه اللقاءات تُعيد وضع الجالية في قلب السياسات المحلية وتفتح آفاقًا للشراكات الاستثمارية والاجتماعية

مجريات اللقاء - محاور ونقاشات

افتتح السيد لحسن الوردي اللقاء بتقديم عرض موجز عن الوضع التنموي المحلي، مع إبراز المشاريع المنجزة والمبرمجة التي تلامس قطاعات البنية التحتية، التعليم، الصحة والسكن الاجتماعي. وقدّم ممثلو السلطة المحلية و المنتخبون بدورهم شروحات تقنية حول الإمكانيات المحلية والحاجات المُلحة التي من شأنها أن تستفيد من دعم الجالية سواء على مستوى التمويل المباشر للمشروعات الصغيرة أو النقل المعرفي والمهارات.

تناولت جل الجلسات موضوعين أساسيين:

  1. الاستثمار المحلي والتعاون الاقتصادي: بحث الحاضرون سبل تشجيع مغاربة الخارج على الانخراط في مشاريع تنموية بمناطقهم الأصلية، وفتح قنوات اتصال لتسهيل الإجراءات الإدارية والدعم الاستشاري.
  2. الاندماج الاجتماعي والحفاظ على الصلة بالوطن: تطرّق المجتمعون إلى برامج ثقافية واجتماعية تُسهم في الحفاظ على الهوية وتشجيع تبادل الخبرات بين الأجيال المقيمة في الخارج ومن تسكن المنطقة

رسائل ومخرجات عملية

خلال ختام اللقاء، تم الاتفاق على جملة من الإجراءات العملية لتعميق تعاون الجالية مع الجماعة، منها:

  • إنشاء لائحة تواصلية لأعضاء الجالية المهتمين بالمساهمة في مشاريع محلية محددة.
  • تشكيل لجنة متابعة تضم منتخبين وممثلين عن الجالية لتحديد أولويات تمويلية وتقنية قابلة للتنفيذ.
  • اعتماد مواعيد دورية للقاءات تواصليّة وتقديم حصيلة سنوية لأنشطة الجالية في دعم المشاريع المحلية.
    كما اختتم الحفل بتلاوة برقية الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، داعين الله له بالنصر والتمكين، في لحظة عكست التلاحم والروح الوطنية لدى الحضور

آراء المشاركين (نقاط ميدانية)

أعرب عدد من أعضاء الجالية عن ارتياحهم لمبادرة التواصل المباشر، مؤكدين رغبتهم في الانخراط بطرق عملية — سواء عبر تمويل مشاريع صغيرة تُحرك سوق الشغل المحلي أو عبر نقل خبرات تقنية ومهنية. ومن جانبهم شدد المنتخبون على ضرورة تبسيط المساطر الإدارية وتوفير قنوات واضحة لتلقّي مبادرات من الخارج وإعداد ملفات قابلة للتنفيذ.

كما نوه ممثلو السلطة المحلية بضرورة بناء برامج مستدامة بدل المبادرات العرضية، وأن يكون للحوار مع الجالية أثر ملموس على أرض الواقع من خلال مشروعات معقولة الأثر وقابلة للمتابعة

الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للتواصل مع الجالية

الجالية المغربية بالخارج تشكل رافدًا اقتصاديًا هامًا يتمثل في التحويلات المالية، الاستثمار، ونقل المهارات. على مستوى جماعات قروية كأيت سدرات الجبل العليا، يمكن أن يُسهم دعم المغتربين في تمويل مشاريع البنية التحتية الصغيرة، تطوير مؤسسات تعليمية أو صحية محلية، ودعم مبادرات السياحة القروية التي تُحيي المورد الاقتصادي المحلي. هذه العلاقة التشاركية تضمن استثمار الطاقات المتاحة وتُحافظ على تماسك المجتمع عبر سلسلة مشاريع ذات أثر اجتماعي مزدوج (اقتصادي واجتماعي)

تحديات وفرص

على الرغم من الإيجابيات، تواجه مثل هذه المبادرات تحديات موضوعية منها:

  • صعوبة تنقيح الأفكار إلى مشاريع تقنية قابلة للتمويل.
  • تعقيدات المساطر الإدارية والبيروقراطية التي تحول أحيانًا دون تنفيذ سريع.
  • الحاجة إلى بناء كفاءات محلية قادرة على إدارة الصفقات والتسيير المالي بشفافية.
    ومع ذلك، توجد فرص كبيرة تستدعي استراتيجيات مبتكرة: رقمنة قنوات التواصل، تبسيط المساطر عبر دليل عملي للمغتربين، وإطلاق برامج تدريبية لتأهيل مستفيدين محليين لإدارة المشاريع

توصيات سريعة

  1. إعداد دليل إجرائي موجز للمغتربين يشرح كيف يمكن تمويل مشروع محلي بالخطوات والإجراءات المطلوبة.
  2. إطلاق منصة تواصل رقمية تجمع بين الجماعة والجالية لتلقي الاقتراحات وتحديث المعلومة.
  3. تنظيم ورشات تثقيفية حول إعداد ملفات المشاريع وصياغة دراسات الجدوى البسيطة.
  4. اعتماد نظام تتبّع ومؤشرات أداء لقياس أثر مساهمات الجالية على التنمية المحلية

الأسئلة المتكررة 

س: لماذا يعتبر اليوم الوطني للمهاجر فرصة مهمة؟
ج: لأنه يكرّم مساهمات الجالية ويمنح منابر رسمية للحوار بين الدولة والمغتربين لبحث سبل التعاون والاستثمار في الوطن

س: كيف يمكن للمغترب المشاركة في مشروعات قروية؟
ج: عبر التواصل مع الجماعة المحلية، الانضمام إلى لائحة المهتمين، أو تمويل مشاريع صغيرة عبر شراكات محلية مع منتخبين ومكاتب جمعيات

س: ما أبرز ما خرج به لقاء أيت سدرات الجبل العليا؟
ج: الاتفاق على إنشاء آليات تواصل دائمة ولائحة متابعة ومبادرة لتبسيط إجراءات المساهمات الاستثمارية للجالية

س: هل ستتكرر هذه اللقاءات؟
ج: نعم؛ اقترحت الجماعة عقد مواعيد دورية للقاء لتقديم حصيلة ومتابعة تنفيذ التزامات الطرفين

خاتمة

مثّلت مبادرة جماعة أيت سدرات الجبل العليا بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر محطة نوعية لتقوية أواصر التواصل بين الجالية المغربية بالخارج ووطنها الأم. اللقاء لم يكن مجرّد احتفال رمزي، بل انطلاقة لبرنامج تواصلي عملي يهدف إلى ترسيخ شراكة استثمارية واجتماعية مستدامة. الطريق يتطلّب عملاً منظّمًا ومبادرات ملموسة، لكن الإرادة المشتركة بين المنتخبين والمغتربين تبعث بأمل حقيقي في قدرة المجتمع المحلي على تحويل موارد الجالية إلى مشاريع تنموية قادرة على تحسين شروط عيش السكان وتعزيز النمو المحلي

 


تعليقات